shape
shape
shape

 

هذه التدوينة بدون تصميم هي ليست كالجريمة بل كما الا جريمة فعل على عواهنه إنما مضبوط لترجيه المنفعة

في كل داخل إنساني حد أقصى من الخير و حد أقصى من الشر، مهما كانت سيرة ذلك الإنسان الذي أمامك بمعنى،أن مساحة الملاك الموجودة في دواخلنا تعادل مساحة الشيطان تماما.

إذا ما رأيت شخص خير يأتي بفعل شر لا تستغرب و إذا رأيت شخص شرير يأتي فعل خير لا تستغرب أيضا، لأن التعدي و الخروج عن الحد هي مسألة طبيعية (ليس معناها أنها عادية) بل صفتها الطبيعية أنها من صميم التصميم النفسي لأي شخص، وقدمها من قدم البشرية (قابيل/هابيل) و هذا الخروج يحصل إذا تغلبت الغرائز على القوة العقلية،فإذا ما طغت هذه الشهوات و المتطلبات الغريزية الملحة على العقل و استطاعت كبح جماحه و التعدي، على حواجزه وتمردت عليه، أصبحت الغلبة لها و الفعل يأتي من قولها و الأمر أمرها،أصبحت هي الحاكمة فيكون قد حضر أقوى مسبب للجريمة على الإطلاق ،إذا طغت القوة الغضبية(من الغضب) على حضور العقل في مشهد ما و كبرة الموجة تباعا بتحريض من النفس لأن العقل لم يستطع لجمها، فالجريمة واقعة لا محالة، إذا ما غلبت الشهوة على العقل و عدمت الفرامل فالأسوء قادم، ربما يأتي بفاحشة أو باغتصاب…..هكذا تبدأ هندسة الجريمة نفسيا، شحنات عاطفية، تضخها النفس لتقنع العقل بالتنفيذ.

ظهرت دراسات علم الإجرام لأول مرة في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر، بعد دراسة مستفيضة خلصوا إلى أن الإجرام موجود في كل المجتمعات مع تغير طفيف في الأعداد من طبقة لأخرى، وأن الجهل ليس سببا مطلقا للجريمة، بل هناك جرائم تتزايد عند أصحاب التعليم العالي ، أن الفقر ليس سببا قويا للجريمة كما يصور لنا لل الرغبات الجامحة التي من صعب على البشر أن توقفها عند حدها و قد ذكرتها في أعلى التغريدة مع اختلال الإنسان من الداخل، دافع كبير بل أساسي للقيام بالجريمة.

توصلوا أيضا أن الجريمة هي ظاهرة كالظواهر الطبيعية تخضع لنفس قواعد الظواهر الطبيعية

القانون الطبيعي هو مجموعة من الروابط الثابثة و غير المكتوبة تنطبق على كافة أفراد المجتمع فهي أخلاقيات موجودة فينا فطرة و قانون دفين في لاوعينا الخلقي، منشأه العقل بعد التدبر في الفطرة بمعنى أن عقل الإنسان المجرد هو المصدر الأساسي لكل قانون، منها الطبيعي (قوانين الروابط الإجتماعية،الاخلاق،طريقة العيش ……)هذا القانون الطبيعي يستطيع حتى القاضي أن يستعمله في غياب قاعدة تشريعية قانونية تجزر فعلا معاكسا للطبيعة البشرية فهي تلهمه الحلول العادلة عندما تعوزه القوانين المسطرة و إلا اعتبر متقاعسا و لأن غياب النص القانوني لا يعفي من العقاب إذا ما تم اختراق قانون طبيعي,

 

للجريمة دور اجتماعي تقوم به قد بدأت مع أولاد آدم،مات هابيل (الضحية الخيرة)و بقي لنا قابيل (القاتل الاثم ) و نحن من نسل هذا الأخير بمعنى (أساس التجربة الأرضية هو شعور السيء: -الغيرة -الحسد -الحقد هذا الثلاثي هو المحرك الفعلي لكل مجرم و هذه الموبقات، هي منبت أية علة نفسية تؤدي للفعل الآثم ضد الغير أشدها إزهاق روح الله) هذه الجريمة التي استفتحت بها البشرية تاريخها نستشف منها العديد من الدروس تساعدنا على فهم من حولنا أفرادا و جماعات.

هناك مفكرين ملاحدة ذو بأس فكري شديد قالوا لو أن الله موجود لما كانت الجرائم ….. لن أتحدث هنا عن هذا الجانب سأتحدث من وجهة نظر فلسفية و فكرية عن دور الجرائم، و لماذا هناك يد تمتد أصلا إلى جسد الاخر لتصفيته مع علمه بالعقاب الأليم….سأنحي الشيطان جانبا و الفكر الديني و سأبقى في الفلسفة و الفكر في تفسير هده النقطة

إن للجريمة دور اجتماعي تقوم به….نعم كما تقرأ لها دور اجتماعي لفهم أمراض الجماعة و المجتمعات (كقاعدة عامة لكل شيىء مظلم باب خفي للضوء) ، الجريمة هي المشهد الأخير و الواضح لما يمكن أن يصل إليه الفعل الأنساني، ولما يمكن أن تصل إليه يد الإنسان الذي تقدمه،إذا ما تم التخلي عن تذكيره بالفضيلة، فأما الفضيلة فتزرع زرعا، لهذا وجب علينا أن نجدد الرغبة بها بالتذكير بها بطريقة مستمرة يوميا و دوريا، علينا محاصرة الإنسان بالدين، الأخلاق، القانون ،الموعظة، القانون، العقاب، القسوة، عندما تنبت جيلا أو طفلا ناعما فهو كالطفل المحروم في المحيط الفقير الذي لا رحمة فيه لهما نفس المستوى الإستعدادي للإجرام، الأول لأنه رخو و هو بذلك ذليل أمام الشهوة يغديها باستمرار ولا يرفض لها طلبا و الثاني لأنه محروم ،فهو يسطو على أملاك الغير.

عندما ترى القسوة تذكر الجريمة و عندما ترى اللين المفرط مع الأهواء تذكر الجريمة و عندما ترى الاعقاب إعرف أن الجريمة ستعاد.

هناك بطل آخر يحمينا من أنفسنا بشكل تلقائي هو الخوف

الخوف من أكبر رادعي الإنسان للفعل المجرم صحيح هو مفرمل للخير أيضا، إنما فرملته للشر انفع، فعدم فعل الشر أنفع من فعل الخير.

إذا ما توارى الخوف سنكون منتهكين من طرف الجريمة ،سيكون كل في خلاف قتل في كل شهوة جنسية اغتصاب وكل ذهب مسروق ، كل بضاعة منهوبة و لو وجد القانون و لو وجد الدين، لا نفع لأي قانون مع غياب الخوف، إنما القانون و الدين وضعا للتخويف أساسا (الزجر) كما أن الذي لا يخاف هو المجرم بالفطرة و هذا مبحث آخر…..إذا أختفى إحساس الخوف فالحياة الدنيوية ستنتهي تماما أو ستكون جحيم كل من ولد على أرضها، أريد التذكير أن السراق و اللصوص يقتلون عادة إذا ما وجدوا شخصا يعارض طريقهم للسلب مع أنهم لم يخططوا مسبقا له، ذلك لأن النفس البشرية عندما تبدأ التخريب فهي تستطيع أن تخرب إلى النهاية ليس هناك مجرم ذا قدرة إجرامية أقل ضرارا و آخر أكثر وحشية فالمجرم مجرم إلى أبعد مدى ممكن أن تتصوره إنما الأول لم تتحداه ملابسات جريمته (الكيوت).المستعد للجريمة الصغيرة كالمستعد للكبيرة، هم سيان فقبل أن تبدأ بالجريمة تبدأ مقدماتها بشحنات عاطفية يكررها المجرم على نفسه ،تعطيه الوقود الآزم و تجعل منه هدف عقلاني التحقيق.

الجريمة و نوع الجريمة مرآة للأمراض النفسية الحقة للمجتمع و هي ترمومتر للعلة الجماعية، التي لا يستطيع أبدا ابنائها كبحها و تحتاج تدخل كل أطياف المجتمع للوقاية و الحماية.

التجربة الأرضية تجربة النفس هي المادة المختبر فيها، النفس البشرية هي أصل كل الشرور و هي من تخسرك الناس و العباد، هي من تبعدك عن أهدافك بكل ما فيها من شحنات عاطفية مركزة تجعلها تقولب الحدث لتقنع العقل بالتحرك في آتجاه هواها.

وأننا لسنا أقوى من الطبيعة و القانون الإهي و الوضعي ليسا أقوى من النفس البشرية و هذا اختبار للأشداء،السعيد من روض النفس و ألهما العزة و جعل عقله سلطانا عليها، و أن تواجد الشخص الطيب و الصالح فقط في هذه الأرض دون فعله أي شيء آخر هو أكبر هدية تتلقاها البشرية أكثر من الاختراعات والاكتشافات.

النفس إذا أطلقت لها الجماح أهلكتك،يجب التعامل معها بكل كياسة مع اعطائها المتنفس الصحي وعلى دفعات، تعزيز النفس بالمحيط النظيف، البعد عن ثقافة القبح، و النفور من التجارب الشيطانية، لا تفتح لنفسك باب خيال تجارب الشهوة…. ذاك بالضبط طريق قصير لأي آذى محتمل، كلما ظبطت نفسك أصبحت أبعد عن الجريمة.هذه هي أساس القصة فالدنيا دار امتحان مادتها النفس

فهل إستعديت؟

دمتم،

 

شارك مع الآخرين

أضف تعليقاً