shape
shape
shape

تدوينة تخرق قواعد الكتابة و لا تهتم إلا للمعنى

إننا جميعا حبسي الوجود حيث لا شيء يدخل أو يخرج إلا بميقات الاهي من نوافذ إلاهية بطريقة دقيقة بقدر معلوم هذه الحبسة الوجودية لا تنفرج عليك إلا إذا رأيتها كما هي لعبة حاضر و استمتاع اني بما أنت عليه، اتصال كلي مع الذات لا انفصال فالاتصال يكون بشهيق الحاضر و الإنفصال يكون بزفيره، المبتعد عن نفسه مبتعد عن لحظته فهته من تلك و هنا جاءت الفلسفة الوجودية مع راءدها سارتر لتعيد عقارب الانتباه للداخل لنتسفيد من اللحظة فالحياة

أريد لهذا المقال أيكون تعليميا و بهذا أطرد جانبي الفلسفي المفظل مؤقتا.

في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة تبرز أهمية الوعي باللحظة الحالية كوسيلة للتواصل مع الواقع المتغير. فالتفكير الزائد في المستقبل أو الغوص المستمر في الأحداث السابقة قد ييخلِقان ضغوطًا نفسية ويفوتان على الإنسان الفرص التي يمكن أن تتيحها اللحظة الحالية، من خلال التركيز على ما فات. لهذا نستعيد الإتصال بأنفسنا وبالبيئة المحيطة إذا ركزنا على لحظتنا الحالية، و هذا ما يساعد على تحسين الصحة النفسية، تعزيز الرفاه الشخصي و الإيجابية، يسهم في خلق تجارب أكثر غنى وإشراكًا في هذا العالم المتنوع.

و هنا يبرز فن العيش الذي هو عصارة الوعي بالحياة كقيمة أساسية، فلسفة كاملة تركز على استخدام الوعي والتوازن به هو مفهوم يشير إلى القدرة على الإهتمام باللحظة الحالية بتفاصيلها وتجاربها دون الانشغال الزائد بالماضي أو القلق حول المستقبل، يعني ذلك أن يكون الإنسان حاضرًا بشكل كامل في كل ما يقوم به دون تشتيت الإنتباه بما لا يستطيع السيطرة عليه.

في هذا المقال ألقي الضوء على عنصر واحد من عناصر عديدة تكون دائرة فن العيش، و هو عيش اللحظة الراهنة بتفاصيلها العميقة  المؤسسة للمستقبل.

  1. كيف نوجه الوعي إليها ؟
  2. كيف نستثمر فيها ؟
  3. و كيف تغدو هي مركز إهتمامنا؟

عندما نتحدث عن اللحظة الحالية، نشير إلى التركيز الكامل على ما نعيشه في الوقت الحالي،هنا و الان ، بدون الغوص في أفكار المستقبل أو العودة إلى الماضي. 

الوعي باللحظة يرتبط بالإستمتاع بالتفاصيل اليومية الصغيرة، و هي أحد أساسيات العديد من تقنيات الإسترخاء وتحسين الحالة النفسية، تعتبر عمليات التنفس العميق والتفاعل مع البيئة المحيطة جزءًا من تعزيز الوعي بهذه اللحظة. لتحسين جودة الحياة اليومية و دلك بفهم قيم السعادة والرضا وتوجيه الطاقة نحو التجارب الإيجابية.

كما أنه يعزز القدرة على الإستمتاع باللحظة الحالية بكل تفاصيلها وتجاربها، دون أن يتأثر انشغال الذهن بالأمور السابقة أو القلق حيال المستقبل. هذا يشمل التركيز على الفعل الحالي بتفاعل كامل ووعي. تكون هذه الفلسفة مرتبطة بفهم السعادة في اللحظة الراهنة وتقدير قيمتها دون التفكير الزائد في أحداث الزمن السابق أو المستقبل.

يقول الكثيرون إن الحاضر هبة، ولكن لا يمكننا استغلال هذه الهبة بشكل كامل إلا إذا كنا مستعدين للتحرر من الضغوط والقلق والتفكير المستقبلي المفرط. يكمن جوهر السعادة في فهم كيف نختار أن نعيش كل لحظة بكامل وجودنا للأن ذلك هو ما يعزز الوعي و يمكننا من تجربة الحياة بشكل أعمق.

قد يكون الضغط اليومي والمسؤوليات الكثيرة تحديات تجعل من الصعب التمتع باللحظة الحالية. ومع ذلك، يمكن تحقيقه عبر تقنيات مساعدة مثل :

  • الـتأمل
  • الـتفاعل الحسي
  • فـنون الإبداعية
  • الـتفاعل الإجتماعي

التأمل

 هو نشاط يهدف إلى تحقيق الوعي والتركيز على اللحظة الحالية. يتضمن ممارسة التركيز على التنفس أو توجيه الإنتباه نحو مشاعر وأفكار اللحظة الراهنة.

يعتمد على الإسترخاء مما يمكن أفرادًا من تحسين التركيز، وتقليل التوتر، وتعزيز الوعي الذاتي. يُمكن أيضًا أن يكون وسيلة لتحقيق السكينة العقلية وتحسين الصحة النفسية.

هناك أنواع مختلفة من التأمل، بما في ذلك التأمل اليقظ والتأمل الذهني. يتم تنفيذ هذه الممارسات بطرق مختلفة، وتتضمن غالباً الجلوس بشكل مريح، والتركيز على التنفس أو الحواس، مما يساعد في تهدئة الذهن وتحقيق توازن داخلي.

التفاعل الحسي

 أن تكون حاضرًا بشكل كامل في تجاربك الحسية، أن تترك لنفسك الفرصة للاستمتاع بالمذاق عند تناول الطعام، واستنشاق العبير المحيط بك، والإستماع إلى الصوت حولك دون دمجه مع فكرة طارِئة.

الفنون الإبداعية

اشتغل في أنشطة إبداعية مثل الرسم، الكتابة، أو الموسيقى، ستعلمك حتمل الإنغماس في اللحظة.

التفاعل الإجتماعي

قم بمخاطبة الناس من حولك بانفتاح، وكن حاضرًا خلال المحادثات دون الانشغال بأفكارك الداخلية أو خارجية تلغي التركيز على المخاطب.

إن العيش في اللحظة الحالية ليس فقط عن تجنب القلق المستقبلي، بل يعزز أيضًا التقدير للتفاصيل الصغيرة في الحياة. قد تكون اللحظات العادية هي الأكثر قيمة،عندما نكون حاضرين بشكل كامل، نكتشف جماليتها الامحدودة أذا طورنا من مهارات التركيز لنغنم  بها ما نستحق.

فن العيش يبدأ عندما نعي أننا نفوت الحاضر على ماض أو مستقبل لا استطاعت لنا في السيطرة عليه هذا الوعي يمكن أن يجعل الحياة أكثر غنى وتجربة أعمق

مصطلح “الوعي باللحظة الحالية” يرتبط بشكل كبير بمفهوم التأمل والفلسفة الشرقية. واحدة من أوائل الشخصيات التي قامت بتسليط الضوء على هذا المفهوم هي البوذا، مؤسس البوذية. في تعاليمه، يُشجع على التركيز على اللحظة الحالية وفهم الحقيقة كما هي دون تشويه بواسطة التفكير المستمر في الماضي أو المستقبل.

من ثم، انتقلت هذه الفكرة إلى مدارس التأمل والفلسفة الشرقية الأخرى، مثل الهندوسية والتاوية. في الغرب، أصبحت فكرة الوعي باللحظة الحالية موضوعًا للاهتمام في الحركة الحديثة للتأمل والطب النفسي، حيث أدرجت تقنيات مثل “الانتباه” (Mindfulness) كأسلوب فعّال لتعزيز الوعي باللحظة وتحسين الصحة النفسية.

في السياق الغربي، كان جون كابات-زين (Jon Kabat-Zinn) أحد الرواد في جلب مفهوم الوعي باللحظة الحالية إلى الطب النفسي والطب. قام بتطوير برنامج التأمل الاستنادي (MBSR)، وهو برنامج يستخدم تقنيات التأمل لتعزيز الوعي باللحظة وتحسين الصحة النفسية.

أيضاً، ذُكرت فكرة الوعي باللحظة في كتاب “البوابة إلى الآن: دليل الطريق المفتوح إلى الوعي” (The Power of Now: A Guide to Spiritual Enlightenment) للكاتب إكهارت تولي، الذي ناقش فيه أهمية العيش في اللحظة الحالية وتفادي التفكير المفرط في الماضي أو المستقبل.

في السياق الأوروبي، كان الفيلسوف الفرنسي “جان-بول سارتر” (Jean-Paul Sartre) من بين الفلاسفة الذين قاموا بمناقشة فكرة الوعي والوجود الحالي. في كتابه “الوجودية واللاشيء” (Being and Nothingness)، استعرض سارتر أفكاره حول الحرية والمسؤولية والوعي الذاتي

أيضًا، يُعتبر الكاتب الروسي “ليو تولستوي” (Leo Tolstoy) من أولئك الذين تناولوا موضوع الوعي باللحظة في أعماله. في روايته “حرب وسلام” (War and Peace)، أشار تولستوي إلى أهمية التركيز على اللحظة الحالية والتفاعل مع الحياة بشكل فعّال.

هذه الشخصيات تسلط الضوء على مفهوم الوعي باللحظة في سياق أوروبي، وكيف يمكن أن يتم التفكير فيه والتحدث عنه من قبل الفلاسفة والكتّاب في هذه الثقافة، هذه الأمثلة توضح كيف تم استكشاف مفهوم الوعي باللحظة الحالية في سياقات مختلفة وكيف أثّرت في مجالات الصحة والتأمل والتنمية الشخصية.

 

العيش الهانئ هو نتيجة حتمية  لممارسة اللحظة الإممتنًنان لإنها تشير إلى السعادة الداخلية والرضا عن الحال يتم تحقيقه بالتوازن في مختلف جوانب الحياة، مثل العلاقات الاجتماعية، والصحة الجسدية والنفسية، والتطلع لتحقيق الأهداف الشخصية، و هذا التوازن الذهبي مرتبط بإتقان اللحظة الحالية.استثمارًا في سعادتنا ورفاهيتنا العقلية. إنه تذكير بأن الحياة تحدث هنا و الآن، وعندما نمتلك القدرة على تجاوز التفكير المتنقل، نجد أنفسنا نعيش بشكل أكثر أمل وسعادة..

و أختم كما بدأ، بخلاصة شبه باطنية فأقول: إن الغاية من الخلق ليس الوجود لذاته بل الوجود لما جئنا لأجله، فإذا ما اعتبرنا أن المعنى هو بوجودنا على سطح الكوكب، فقد عدمنا السبب الإهي لهذه المهمة..

فــــــنقصى كأننا لم نكن..

و نــــــعيش كأننا لم نخلق..

لأننا لا نلعب دورنا الكامل فنستبدل بغيرنا. تضحك الحياة للذي عرف دوره، حسن من أداءه، مستمر على نهج المتعلم،راجيا من الله العون لبلوغ الهدف طالبا حسن المصير و هذا لا يكون إلا بإتقان عيش اللحظة التي تجعلك،

تـــــعرف داتك…

تـــــحب داتك..

تـــــــفهم داتك..

فــــتعمل لصالح ذاتك.

دمـــتم

 

شارك مع الآخرين

أضف تعليقاً