shape
shape
shape

الجزأ الثالث/ لحب الذات.

 

خد المعنى و أنسى التنسيق.

 

أولا أريد الحَديث عن مفْهوم الحيَّاة….

الحيَّاة هي دُروس و فَواتير و تأهِيل مُستمر. 

-دروسٌ على هيْئَة تَجارب حقِيقية، تُنَبهك لما يَجب عَليك إصلاحه؛ 

-فواتير تُحَصِّلها لصَالحك مِنْ معْروف قَديمٍ أو جَديدٍ أو على هيئة:

 

و هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

-وفَواتير لازِمة الدَّفع للآخَر كان فِيها /الخداع/ الكذب/السرقة/ التلاعب…

-لن تَفلت أبداً من فَواتيرك، هي واجبَة الدفع مهما تَذاكيتَ و كلما مكرتَ أكثَر، كَانتْ الفاتورة أثْقل.

-الحياة تأهيلٌ مُستمر تُنبهنا عبر مَواقف و أحداثٍ بعضها عرضي و بعضها متكرر، بطريقة قاسية مراتْ و أَقَل قساوة في الأقَلِ من المَّرات… ألا مجال للرُكود وأنَّ قوانين الحياة مستمرةٌ و تنطبق على الجميع وأنَ لكُل فِعل ثَمن و ردتُ فعل وفي أغلب الأوقات تكون غير متوقعة و أن التَأهيل المُستمر بما أنه المَجرى طبيعي و علينا إدْركه بِطريقة مَا، بما هو عليه. -الدنيا تَحديات مُستمرة ،لهذا فهيَ لن تكون على نسقٍ واحد دائما، لا مجال للإجابية الكاملة و لا للسلبية الكاملة و لا حتى “للبَين بيْن” طوال الوقت، بل أمْواج مِنَ التقلبات بِخيرها وشَرها.

السَّعيد من اتَعظ بِغيره و الشَّقي من اتعظ بنفسِه.

و على منوالها أكتب ”

السعيد من فهم اللعبة و الشقي من أهلكته ال”لماذا”.

 

إذن فالتَقبل مقرونٌ بالحِكمة، كما أن السَّعي المُستمر هو مفْتاح البَشاشَة الدائمْة و الفَرح المُلازم لمَسيرة الحياة، أول الَتقبل هو تقبل الذات تقبلها التام لماضيها، أخطأها، فجورها، تقواها، علاتها، زلاتها، نقاءصها، تفردها، ثوراتها، حكمتها…بما أنها مِفتاح الحركة(اقراء التدوينة الأولى عن حب الذات)و طَاقة الجسد و عٌمْق الأنا و تَاريخ الإْنسان، جَوهره،حَاضره وأداة حياته.

 يَسْبق الحُب التَقبُل، و الإنسان عُموما يَصعب عليه تَقبل نَفسه وهو في القاع، من الصعب عليه أن يرى نوراً في ذاته و هو محاطٌ بنتائج اخطاءه.  

 

*ملحوظة [“أحب ذاتك مهما أخطأت”هذه الجملة ليست لتقول للذات أخطءي تلك العبارة ليست دعوة للتهاون بالأخطاء، بل هي دعوة لمحبة الذات رغم التقصير. هدفها أن تكون رسالة تسامح للنفس، قائلة: “أنا أغفر لك أخطائك، دعونا لا نعيد تكرارها لكي لا نعاني مرارًا من آلام مشابهة”. يجب فهم الحب للذات كتجربة تعلم، وليس إعطاء إذن لتكرار الأخطاء دون استفادة.أرى من بعض الكِتابات جُموحاً شَديدًا نحو معنى “حب نفسك مهما أخطأت” !!

أَحب نفْسك مهما حَدث، ولكن لا يعني ذلك أن يُفسح المجال لتكرار الأخطاء بدون تأمل. الحب للذات يجب أن يكون مصحوبًا بالنمو والتحسين، وليس تبريرًا للتقصير المتكرر.

أن تحب ذاتك لخطىء لم تعيه ( سقط منك سهوا) كان فجورا مؤقتا لنفسك الشيطانية، إنما هي ليست carte blanche لإعادة الأذى…أكيد لا ..لأن هذا منافي تماما لتعلم الدرس و حب الذات بمعنى نتيجة حب الذات الحقيقي هي هضم درس الطبيعة لكي لا تعيده.

إن جوهر حب الفرد لذاته بعد الخطأ يتجلى في اخلاصه في التغلب على ذلك الخطأ، ومساعدته لنفسه في التحسن والتطور.

من السهل علينا أن نحب أنفسنا و نحن على أسوار المجد و الطمأنينة، كل الناس معك، كل شخص هو حَبيبك طبيعي، لأنك تَلمع لأنك لا تحتاج، لا طلب لك و لا هَشاشة فيك، النجاح لا يجعلك تَتَعرف على مِقدار أيِ حُبٍ و أوَلهَا العَاطفَة الذي توجههاَ لذَاتِك، الصعوبة تكمن في التقبل أثناء فشلٍ وَقعنا فيه أو خَسارةٍ أكلت مِن سَنوات حَياتنا، هُنا تكْمن الصُعوبة حبُ ذالك الشخص الذي هو أنت؛ المسؤؤل عن هذا الفشل .

 

علينا أن نعي هذه القاعدة الحياتية..

[ لتنجح مرة واحدة عليك أن تفشل قبلها لعدة مرات ]

 (مبدأ التدرج) قانون طبيعي لازمِ الحُدوث قبل الوصول للهدف؛ هذا المبدأ هو جوهر أي إِنجازْ، حيث يظل ثابتًا، معناه يتطلب التقدم نحو هدفك تدرجًا تدريجيًا، يبدأ التدرج بتحسين نقاط الفشل، متقدمًا إلى تحسين نصف الأدوات، وصولًا إلى ضبط العناصر كاملة لتحقيق النجاح. 

 

 

وخلال هذا المسلسل أما أن تكون حبيب نفسك و أما أن تكون متخلي عنها؛ 

التحقيق بالإنجاز يشكل دافعًا قويًا لحب الذات لدى العديد، إذ يعتبر الإنجاز نتيجة لنجاح ملموس. على الجانب الآخر، يُعَدّ الفشل فرصة للاستفادة من دروسه، لكنه لا يمنح نتيجة ملموسة، وهو ما يُحدث تحديًا لأننا نفضل النجاح دون تعلم. لهذا ما فرضه الله علينا بشكل إلزامي من خلال تجاربنا، حيث يجب على كل من يسعى للتقدم أن يستفيد من هذه الدروس.

أولا عَليك أن تعرف و أنت تَفْشل!! أنَك في طَريقك للنَجاح فأنت تِلميذ الحياة، وأن الفشل هو جزءٌ من مراحلِ تعلمكَ كتلميذ في مدرسة الحياة. كل فشل يمثل فرصة لفهم تفاصيل صنعة النجاح. عليك أن تتخطى مستويات الفشل التدريجية، تشبه تحول التلميذ الذي لا يعرف مادة معينة، يبدأ بالجهل، ثم التعلم النظري، وصولاً إلى التطبيق العملي لتحقيق النجاح.

فهمنا لهذا المسلسل كافي لنسترد به ثقثنا في أنفسنا و بأننا نستطيع و أن الإنجاز مَمْشَى أغْلبه فشل.

القوي ليس قوي اعتباطاً، و المُدرك لأعماقِ النفْس ليس مدركها اعتباطا بل مرورا بجحيم يكفيه للدَرْسِ و الصَّقل على قدر المسؤؤلية التي يرغبها.

عَندما تكون في القاع، يجب أن تَحتضن حُب ذاتك بكل قوة وعمق، لأنَه في ذلك المكان تكمن دروب الحكمة، والشخص الذي يتحمل هذا التحدي يستحق أن يكمل الرحلة حتى النهاية. وإذا لم تكن النهاية مصدرًا للنور، فهي ليست نهاية بالمعنى الحقيقي.

من صَميم حبك لذاتك أن تبني من حولك فريق داَعم ، فريق يؤمن بك، يُهَون عليك ما أنْت فيه. 

أن استمرارك في جلد ذاتك و إنكارها وأنت في القاع يزيد من انحرافك عن استيعاب الدروس وتصحيح مسار التحسين، يجب أن َتتوقف عن َتقليل قيمتك بِنفسك، وفي المقابل، يتعين عليك تحمل المسؤولية لتغيير الوضع دون التنازل عن كرامتك، الإصْلاحْ طَريق الفلَاح.

إنما ما هُو القاَع ؟!

القاع هو المنتهى، قَاع الَشيء هو اخفضُ نقطة من الشيء الذي نستطيع رؤيته، هو احساس داخلي عميق يكون نتيجة فشلٍ متوالٍ ومتتالٍ مع نسمة استسلام و يأسٍ عظيمين.

واليأس هي اللاجدوى من العمل أو العناية أو الإستمرار..كيف للإنسان أن يبقى عَلى َحاله الكَامل مَع نَفسه و هو متجرد من الأمل؟ بما أن الأمل شعور شخصي يتكون من لمسِ َبعضٍ من النتائج لقاءَ التَجارب.

هذه هي أحَلك الأوقات على الذات !! و هنا علينا أن نعرف كيف َنستنهض الهِّمة و نَبدأ ِمن جديد.

….هذه الخطوة هي الأهم..تَصْحيح الفَشل و العكس هو تخليِ و انتحارٌ غير مُفعَّل!! 

 

 

عِندما نكُون فِي القاع نَستحضر تلقائياً الماضي، تاريخ الفشل و العدم، اللاَوصول، نَستحضر الخَيبات، الأزمات و ما لا نريد، نستحضر المُعلمِين القُساة، نستحضر الماضي الذي لا نريد تكراره.

و عليه و أنَت في القاع عَليك :

  • أن تكتب على ورقة نقاط قُوتِك.
  • أن تكون صادقاً مع نَفسك لماذا أنت في القاع.
  • لا تَنغمس في الشعور.
  • أبدأ تَحدي جَديد و َسهل، ثم ارجع للهَدف (سبب القاع)

بهذه الطريقة تَرجع ثقتك بنفسك تلقائيا، ستعرف من خلال تواتر الأيام و الليالي أن هذا يَمُر و أَن الشُعور الغاَمض الذي يرافقنا، نحن من نُجبِره على البقاء و المسير بصحبته و أنه لاأحد سَيمسِك عَنك مَا أنْتَ فيه.

فأحب ذاتك….❤️

شارك مع الآخرين

تعليقات المستخدم3

أضف تعليقاً