تطورت الموضة على مر العصور و شكلت جزءًا من تاريخ الهوية الإنسانية، يرجع زمنها إلى قرون بعيدة جدا، امتدت لحضارات قديمة كالحضارة الأشورية، الفينيقية،و الفرعونية.
الموضة تكون بعد وفرة، وفرة في الملبس، وفرة في القماش، وفرة في التعليم، وفرة في الفن…فبدأ الإهتمام بتنسيق المظهر و إظهار الإهتمام به، بتفضيل شكل لباس محدد عن غيره، عوض استعامله وظيفيا كساتر للجسم لا غير.
في البدىء كانت فينيقيا التي تميزت بصنعة القماشة و اللباس الرفيع، لدرجة أنهم تاجروا به في الكثير من بقاع العالم و ذلك في الألف الرابع بعد الميلاد.
كما تميزت الفراعنة بألوان ثيابهم الفاقعة و المبهجة، فلا عجب، فقد كان اهتمام المرأة المصرية في العهد الفرعوني بجمالها كبير.
كما أهتم الإغريق بالنقوش على الثياب فأضاف عيها بهاءا و شكلا جديدا غير مألوف.
في هده التدوينة أقدم نظرة عامة و سطحية عن موضوع الموضة عما قبل نشوء “مصطلح الموضة” و تطوره التاريخي والثقافي فقبل الموضة،كان اللباس حاجة وظيفية للإنسان الأول.
لتتالى مقالات أسبوعية عن اللباس و تطوره التاريخي و بروز الثقافة المحلية و الهوياتية من خلاله، كما أصبح مراة للطبقية فيما بعد، إلى أن بات صناعة فنية قاءمة بذاتها.
من الصعب تحديد بدايات الموضة بدقة، لكن هناك عوامل عديدة ساهمت في نشأتها عبر التاريخ:
- الحاجة و الوظيفة: كانت الملاس تصنع لتلبية الإحتياجات الوظيفية، مثل الحماية من العوامل الجوية و مع مرور الزمن، بدأ الناس في تزيين ملابسهم و تطويريها لتصبح أكثر تطورا و جمالا.
- الثقافة: العوامل الثقافية و التقاليد لها دور كبير في تحديد الأسلوب الموضة، فكل ثقافة ثاريخية قدمت إسهاماتها الفريدة.
- الإبداع و الثأثير: بعض الأشخاص الإبداعيين و الشخصيات البارزة أثروا في صيحات الموضة عبر التاريخ، سواء كانوا مصممي أزياء أو رموزا ثقافية.
- الصناعات النسيجية: تقدم التكنولوجيا و التصنيع النسيجي إمكانيات أوسع لإنتاج ملابس متنوعة و بأسعار متنوعة تناسب مختلف الطبقات مما ساهم في تعيم صيحات الموضة.
- وسائل الإعلام: وسائل الإعلام، مثل الصحف و المجلات و التلفزيون، قدمت منصة لنشر صيحات الموضة و زادت الوعي بها.
الموضة نشأت نتيجة تفاعل معقد بين الإحتياجات الوظيفية للباس الساتر، الثقافة المحلية لكل شعب، الإبداع الإنساني مع التطور الحضاري، التكنولوجيا و الفن و الإبهار التسويقي.
و بمرور الزمن، أصبحت الموضة تعبيرا عن الذوق و الهوية الشخصية، خصوصا بعد توحيد اللباس العملي تقريبا في العالم بأسره، على الطراز الغربي أو الأوروبي.
الموضة هي مواكبة اخر الصيحات، أفضل الماركات و أحسن القصات التي تواكب تطورا معينا يجري على ساحة اللباس الإنساني
ليلوثة.
يوم الأحد القادم، أتكلم عن تاريخ اللباس باستفاضة لتكون المقالة الجديدة، مخصصة لتاريخ لباس الإنسان الأول المصنوع من الجلد و الفراء و قبله من الأوراق و النباتات،إلى الخياطة و الحياكة و إنتاج النسيج و المنسوج.
حديثي عن الموضة يتجدد دائما ليلة كل أحد و بالتالي يتجدد به لقائنا.
دمتم.