shape
shape
shape

ساتطرق لموضوع الحرية من باب المفاهيم بما أنني كونت مفهوما خاصا اختم به تدوينتي عن هذا الموضوع الحيوي والذي طالما تحدثت عنه الإنسانية و مفكري جميع العصور

الحرية هي أسمى الهبات الربانية وأساس أي حياة على وجه الأرض فبدون حرية لاعمارة ولا إبداع في الأرض ممكن ولا حركة ولا قفزة اجتماعية ولا معنى للحياة والمجتمع على حد سواء.

اتحدث هنا عن ماهية الحرية عند الفلاسفة المؤسسين ،في الفلسفة الحديثة، نتطرق أيضا لحدودها و آليات عملها والطرق الصحية لممارستها.

نبدأ من اليونان من مهد الفلسفة و مع أفلاطون حيث تحدث عنها في مدينته الفاضلة واعتبرها أساس لقيام المجتمع المثالي وأكثر ما يميزها، فهي لا تتخد شكلا واحدا وإنما لكل طبقة من طبقات المجتمع لها شكل خاص من الحرية التي لا تشبه الحرية التي تتمتع بها الطبقات الأخرى.

وعند ارسطو هي اختيار إنساني بناءا على توجه العقل و الإرادة في ان واحد ،واعتبر أن الحرية شرط أساسي لتحمل الإنسان المسؤؤلية الإنسان الحر يعتمد على أفعاله دون أن يتأثر من الخارج. كما ربطها بالفضيلة فقال أن وجود الفضيلة دليل على وجود الحرية والرذيلة دليل على فقدانها

الحرية في فلسفة العصور الوسطى

Thomas Aquinas الذي قال ان الحرية هو ذلك الفعل الذي يغلب عليه تحكم العقل و الإرادة ووفقا لهذا فإن الإنسان للاكويني فإن الإنسان قادر على التصور بحرية ما دام عقله قادر عاى تمييز الأمور

الحرية عن. Bouard de clainvoua المسؤولية الأخلاقية تحتم و تتطلب أن يقوم البشر بأنها لهم حرية العقل أداة بالبنية والإرادة هي الدافع

الفلسفة الحديثة

يقول ديكارت أن الإرادة الحرة والقدرة على التصرف بحرية هي هبة الهية والطريقة التي يوظف فيها الإنسان حريته سواء في الأمر الجيد أم السيءهي اختياره ،كما صنف جون لوك الحرية أنها سمة فطرية لجميع البشر ولدوا أحرار والبشر يملكون الحرية المطلقة فيما يفعلون، وعند ايمانويل كانط القدرة على الحرية هي الإختيار والتي لا تحكمها أو ثؤتر عليها مؤثرات خارجية فالتوجهات الأخلاقية للفرد منوطة باستقلال إرادته

الحرية في الإسلام

حرية الإرادة والعقل شرط الاستخلاف والإنسان مستخلف في الإسلام و هذا الاستخلاف يفترض أمر و هو الله و مأمور هو الإنسان، الاستخلاف هو جوهر الأمانة التي تشرف بها بنو آدم، الحرية والعقل منط المسؤولية والتكليف كما يقول الاصوليون وذلم أثر لتكريم الله للإنسان،هذا التكريم يجعل الفعل الإنساني قصدا قائما على اختبار من وعي وارادة

الحرية في الإسلام، هي الخضوع الواعي لنواميس الكون والشرع ،أنها ليست استباحة “حرية الحيوان” أفعلها ما تخليه عليكم رغاءبكم

تجمع الفلسفات أنه لتحقيق الحرية يلزمها عقل و حق الإختيار، بمعنى أن العقل هو الأداة التي من خلالها نستطيع ادراك مقياس الحرية و دروبها و تحقيقها فبدون عقل لا تمييز لهذه الحرية لأننا سنكون خارج دائرة الإدراك اما الإختيار فاساسي مع العقل لتحقيق الحرية فنحن لا يمكن تحقيق إرادة اذا كانت طريقنا واحدة و الخيارات معدومة، وجود عوالم موازين و مرئية تعطينا الفرصة الكاملة لتحقيق المعنى الكامل للحرية العقل والخيارات متلازمان لتحقيق الحرية

اما بالنسبة للاسلام فلقد فرق بين مفهوم العبودية الله المحقق للحرية الكاملة للإنسان على الارض بأن جعل انعتاقه بالخضوع لله واحد وأنه لا رهبانية في الإسلام وبين الحرية الكاملة في اختيار العقيدة والمنهاج الذي يختاره أثناء عيشه في الدنيا

"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار" عمر ابن الخطاب 
"لاتكن عبد غيرك وقد خلقك الله حرا " علي إبن أبي طالب

بالنسبة لي

الحرية أصل تكويني يتمحور حول العقل والاختيار وهذا كما اسلفت سابقا أثناء الحديث عن مفهوم الحرية عند الفلاسفة عموما وهذا أصيل .رأي أن من تعطينا الحرية هي نفسنا ،أنت من تسمح لنفسك بمساحة الحرية المعينة التي ترى نفسك مستحقا لها أنت من تفرش فرشة الحرية التي تتناسب وقياسك،الحرية تأتي دائما من نظرتك أنت لقدرك و ما ترى نفسك جديرا به و بمساحة تلك الحرية فأنت تحدد منطلقها و منتهاها فمثلا قد تكون راضيا عن تجاوز شخص ما لمنطقة حريتك و لا ترى فيها نوعا من التدخل و قد يكون تجاوز اخر يرى فيه شخص اخر أنه عادي و تعتبره أنت تجاوز لأن خطوط الحرية المرسومة لذواتنا هي كخطوط الطول و العرض هي خطوط وهمية لا يراها الآخر وبالتالي علينا مساعدته بتبيانها. فالحرية نسبية بعد الولادة مباشرة و تنكمش تباعا كلما كبرنا و كبرت معها مسؤؤلياتنا ففي المرحلة الأولى عندما يكون الاهل مسؤولين عن حريتك و تصرفاتك(الولي هو من يرسم لك خطوط الحرية) والمرحلة الثانية عندما نصبح مسؤؤلين عن تصرفاتها و رسم حدود الحرية التي نراها ملائمة لتصرفاتنا وتصبح أنت الرقيب على نفسك و الراسم لحدود حريتك منبعها الرقابة الذاتية والتي بالتأكيد نتاج مجتمعي خالص لكل شخص ومن ترسم خطوطها حسب مسؤولياتك الانية.

وهنا أقف مشبوهة أمام ما كتبت ليس لأنني منبهرة بكتاباتي بل لأن مفهوما كمفهوم الحرية فيه الكثير من والكثير من التفاصيل التي أريد أن اطعمها أكثر فأكثر في المقال

وأخيرا ومنذ فجر الحضارة انشغل كل المفكرين بهذا المفهوم والهم الجميع بعد سياج الحرية مع بزوغ الدولة الزراعية.

دمتم في أمان الله

شارك مع الآخرين

أضف تعليقاً