shape
shape
shape

في هذا المبحث أتحدث عن الذات وقت الوقوع في الحب أو على الأقل عند القرب من ملامسته وقت اللإستبشار به،عن ثنائية العقل و الشعور(النفس) و تواجدهم في نقطة ما،متى تجذب الواحدة للاخرى لمنطقتها الخاصة؟و متى تسلم الواحدة للأخرى و تجعل منها المتحكمة في اللإختيار و في القرار أثناء إتمام مرحلة التعارف و البناء؟أثناء تعرفنا بالاخر أثناء سبر أغواره و هيمنته،أثناء نمو رغبتنا فيه وأثناء إنهاء مرحلة من الحياة والبدىء بأخرى فيها.

وجود جديد نعيشه هو لإنسان يجعلنا نحس بشعور لم نحس به سالفا، شعور الحماس في الحياة،شعور الإمتلاء و الإمتلاك لذواتنا امتلاكا كاملا هو إنسان يجعلنا لا محالة نغير تفكيرنا في مسار حياتنا المرسوم أو الغير المرسوم…..هو شخص يجعلنا نكتشف معه أذواقا حياتية جديدة،مسارات كاملة من الحياة يجعلنا نعيد أغلب حساباتنا الذاتية و الحياتية عن الناس،المحيط ،الزمان ،الهجرة ،الحب يجعلنا نغير ذواتنا طواعية نغوص معه في عوالم جديدة،نحيا حياة جديدة و نحن مازلنا في نفس أماكننا و نفس الوضعيات لم نتحرك جغرافيا لكننا في عالم جديد كلية عالم كان محجوبا عقليا من قبل إلى أن أتى الكاشف الجميل كاشف الحياة و العاهات، تغير المنظور و اختلف معه اللإعتقاد أو التصور بطريقة تجعلنا نستكشف ماكان مخفيا في أحشاءنا الراقد فينا دون درايةو لم نلقى له بالا،من قبل و ما نحن قادرين على فعله فأصبحنا بقدرة قادر نستطيع ،الناس التي تجعلنا نعيد حساباتنا عن طريق اكتشاف الجميل و الممتلىء فينا تجعلنا نتشبت بالحياة بل نتوعد طرقها الجديدة لتصبح هي من تخاف من شجاعتنا الأبية، نعيد برمجة أنفسنا بما يتلائم مع القادم الجديد( التلائم الذي أتحدث عنه هو الشعور) لأنه أحيا فينا شيء جديدا و لأن معه سنكون مع كل حين نسخة جديدة لا نعرف هبتها و لا منطقتها الدي نعرفه أنه هو مطلقها ووقودها نكتشف به في كل حين نسخ أفضل منا أكثر حرية و أكثر راحة و أكثر تطور.

تحت شعار كن أنت،الإكتشاف معه أسلوب حياة و طريقة عيش،يشوبها الحماس،عيشة فيها الشغف المستمر و المسترسل ما دمنا فيها .الرغبة برفقته أثناء المسير أن نكون بقربه لأنه أصبح مصدر طاقة جديد لأنه المولد والطاقة معا.

 

يولد الانسان و يبقى ناقصا حتى يجد الحب ليكتمل به: هذا ما اهتدى إليه اسبينوزا عن الحب و أثره على إكتمال نفس الإنسان،فالحياة مختلفة بعد الوقوع في الحب حسب رأيه بما أنه يسد فجوة عدم الإكتمال بعد العيش بها لمدة طويلة،فقبله كنا نعيش بثغراتنا نعمل بها نتحدث من خلالها نكون صداقات بها نخطط بها نتخد القرارات من جسد نفسي منقوص

كل ما كان يعاش يأتي من نقصان إلى أن نجد الحب فنكتمل بوجوده و معه.

هنا يبدأ فصل جديد،فصل الإكتمال بطريقة جديدة ،،عيشة جديدة‘هيِِْة جديدة،نابعة من اكتمال لا يخيب وفي أول هذا :

يقع الإنسان في الحب و تبدأ وهج العلاقة بالبدىء فيكون أول ما في أمر الحب،الإعجاب الشديد و الإهتمام بالجمال الجسدي و الهيءة و البنية الجسدية و فلا ينظر المحب إلاً في غنج و دلال المحبوبة ،حلاوتها و عذوبة كلامها،فالصوت بالنسبة له كأنه ثمثُل للموسيقي باخ في أعلى تجليات موسيقاه،و الوجه كقمر كل زمان و مكان،فأما القوام فعود طيب لا يراد له الإحتراق و العيون سبحان من صور كأنها مقلاتا الريم مثمتلة على رأس إنسان…. هذه عين الحبيب في أول وهج الإندهاش و الدهشة،الحبيب في حالة ذهول حتى أنه يصنع صورة مثالية خالية من التكوين الإنساني صانعها الخيال و مبتكرها الإحساس و تعيشها الحواس و يرفض ما سواها الشعور،صورة تكاد تخرج عن النطاق البشري و تميل ملائكيّ،فالحبيب هنا يصف حبيبه بصفات كبيرة لا يراها حتى الحبيب نفسه في نفسه على طريقة (خودوا عيني شوفوا بيها)

فالشعور هنا حر غير خاضع للعقل بل للنفس ،غير خاضع لأي ميزان منطقي بل لشعور خاص والخيال يلعب فيها الدور الحافض لهذه الصورة للحالة المشاعرية الحالمة الممزوجة بالإبهار التام.

-تبدأ الصورة بالتغير عندما تبدأ المرحلة الثانية مرحلة اكتشاف الأفكار و المعتقدات و التعبير عنها و عن ما في الفكر مرحلة التعري المعرفي الكامل والبدأ في الحوار العقلي، التعرف الحقيقي على فكر الاخر،دنياه حقله المعرفي نهجه الحياتي و مدى قابليتنا لما يحمله من معنى و هل هو حامل أصلا لأي معنى؟ هنا نبدأ التعرف على الشخص المحبوب خارج أسوار الغنج و الدلال و الجمال الجسدي و نبدأ في سبر أغوار الفكر و الكلام و طريقة الحديث و فنون العيش هنا ينطفىْ الخيال أو يبدأ في اللإنطفاء و نرى الحبيب بعين الواقع و الحقيقة التي أمام أعيننا و يبدأ العقل بعمله و هو يقيم ما يرى تقييما منطقيا فيه الرؤية النقدية لكل تفصيلةمن تصرفاته هنا بدأ الإنتقال من النفس إلى العقل هنا تبدأ نقطة الصحيان الإستيقاظ إما على نفس الوتر الجميل مع توافق فكري ،وإما سأنظر لأمور لم أنظر لها قبلا بسبب الإنبهار الأول الوهج الأول يبدأ في الإنطفاء ،إذا رأيت أن هذا الفكر لا يبهرك كالجسد و لا يناسبك بل حتى لا تستطيع التفاهم معه، يبدأ الحب بالافول، للأنك بدأت تراه بعين العقل المعرية لكل عدم توافق،الوهج الأول يبدأ في اللإنطفاء في مقابل عدم التوافق الفكري هنا يحتجب الشعور لأن العقل طغى العقل يفلتر ،إذا حضر العقل كثيرا فهذه إشارة أفول الحب و إيذان على عدم التوافق الفكري، خصوصا عندما نحس أن الثوابث التي لدينا غير مشتركة،عندما نلمس أن الأصول ،الأساسيات متنافرة تماما، و أنه لا مجال للمضي قدما و لا خطوة واحدة مع هذا الشخص و أنه لكي نكون معه كتصور علينا التضحية بماهيتنا و هذا شبه مستحيل لأنه لا يمثل شيء منا ،و الذات هي كل ما نملك.لا نستطيع التعبير معه عن أنفسنا و منا نلمس الخطوة للوراء و نلمس الهروب و بالتالي النفور نستطيع أن نفهم اللآن سبب تحول الحب إلى إبتعاد مفاجىء، فقد طغى العقل على الحب.

يخر الإعجاب صريعا أمام الاتوافق الفكري.

وهنا أقول لا بد للحب و للحالة الحميمية أثناء البناء و التعارف و لتلافي الإستيقاظ الغير اللطيف من الحب على عتبات العقل،أن تبدأ عقليا مع من أعجبت به أن تستحضر فكره و أفكاره، معانيك و معانيه،أن تغوصوا في أفكار بعض و عمقها هذا مهم طرق العيش ،الفن و الحب،القوالب الفكرية،أن أكون معه انبهار عقلي تام قبل الشكلي،أن أرى أن كلامه أن عقله يوافق عقلي هذا لاينفي بعض المعارضة و الحجاج إنما على القالب العقلي و الإستيعابي أن يكون واحد هنا نبدأ على أسس متينة مضادة لزلزال الأيام و الخصام هنا نبدأ الحب بأمان هنا نبدأ بعقلية تفهم نسيج الآخر من أين أتى و إلى أين يريد الذهاب هنا تسلم النفس للعقل المشعل و ليس العكس كما في أول المقال.

 

بعداستعراض مختصر جدا لدورة الدهشة ،الحب, اللهفة الأولية أثناء أول التعارف و التي أساسها الجسد و الجمال الشكلي يأتي الدور للإكتشاف الجمال الفكري و العقلي حماسنا لمعرفة ما يخفيه عقل الاخر لا ثماثله الاً خيبة الأمل عند عدم التوافق وأفول شمس الإنبهار الشكلي أمام الاتوافق الفكري.

يا لها من خيبة كبيرة أن يسقط الإعجاب صريعا أمام الخواء العقلي أمام الامنطق،الافكر عندما نحس أن الأسس ليست واحدة أن من أعجبت به ليس هو ،ليس شخصي المفضل،لقد أطفىء حلمي بأن أكون معه و سيجعل مهمتي في المرة القادمة صعبة و غير سهلة بالتأكيد،سأسعى لأن أكون أكثر حذرا و هذا ضدي فالحذر يفرمل العلاقات و الليونة فيها و يجهز علي و على الشريك المحتمل سيبعدني قليلا عن السعادة لا محال.

لهذا أجد في بداية أية علاقة شمسها الإعجاب الشديد أن يكون قمرها الفكر كتداولية الليل و النهار متوازيان لا تمشي إحداهما دون الأخرى،اكتشاف متواز للعقل و المبدأ،الإعجاب يكون ثُنائي جسدي و فكري (لا مانع في هذا) علينا أن نبدأ على أسس صحيحة و الأسس الصحيحة هي دائما في التوافق الفكري و المبادىء المشتركة،أن نكون مناسبين لبعضنا أن نحس بالتناسب و نعيشه أن ننتعش به،أجد فيك ما أبحث عنه في نصفي الجميل أن يكون هو ألإظافة المحببة ليومي نقطة الضوء الجديدة،الإضافة ذات الجودة.

أذا أردته وطن فلكل وطن شعار ……فتش في شعاره قبل الغوص.

هنا تتحصن من الاستيقاظ الغير اللطيف,بل تنعم بعلاقة دائمة تسير على وتر البداية تعيش مع الشريك المبدأ و الجمال،الفكر و الحس بعيدين عن كل تناقض منفر،بل بتوافق تام معرفي و حسي… أعظم من الحب أن تعرف كيف تحب.

دمتم.

شارك مع الآخرين

أضف تعليقاً