shape
shape
shape

 الجزء الثاني//11 علامة لحب الذات 

باقة حب الذات✨️

بعد تجربةٍ حياتيةٍ مفعمةٍ بالحُنو العائلي محاطةً بالعطف من كل صوب معفاةٍ من أية مسؤؤلية، جاء وقت الخروج للحياة العامة فخرجت على نفس الطريقة و المنهاج، تعاملت بما رأيته من داخل أسرتي و كنت أحسب ذلك التعامل موحداً الى أن بدأ اللسع..الخِذلان…الغيرة..

و بعد تيه في الدنيا و المعارف لِفهم معدن الناس فاتفقتٌ مع سارتر حينما قال :”الجحيم هم الآخرون” أنكَ لن تنتقي الناس على هواك، كما تحتاح أن تَخْبُرهُمْ


كما هُم، لتعيش؛ هذا العيش يحتم عليكَ معرفةَ الاخر( لن أدعي المثالية إنما عشت في بيت يُحرم حرفيا الكذب و يُوصف بالعَار كل من خَذل الاخر، كانت قواعد الأخلاق صارمة جدا مع حرية تامة للفكر). ففهمت بعد حين أن الخارج عكس الداخلِ.  الخارج، كان المشهداً دراماتيكيا بالنسبة لي عِشت أطواره بإمعانٍ، و في لحظة إدراك فهمت ثنائية سُوء الإنسان و صَلاحه، فاتَخدت علوم النفس و مَعارفها أساسا لرحلة الحياة و رسالة أمشي بها طوال العمر، رسالة حياتية شخصية أفهم بها شخوص عالمي و تعني ليَّ الكثير ؛

و في لحظة إدراك متقدمةٍ علمتُ أن حُب الذات هو الحل لجميع المشاكل الذاتية و أثبتتْ لي التَجربة أنه لا بد للعيش مع الذئاب من حواجز متينة تبعد بها المنحطين منهم أولا،  اؤلاء الذينلا صبر لديهم لتلاعبٍ طويل الأمدِ…كانت هذه أول علامة في حب الذات بالنسبة لي و تبعتها علامات أخرى أذكرها في هذا المقال.

 الآن بعد نضج عاطفي و إنساني بما تواتر عليَّ من فرحٍ و حزن، أسى أقَدم 12 علامةً على حب الذات قد لا يتفق معها الجميع إنما هي من صميم تجربتي الإنسانية و ِأؤكد أنها ناجعة.

  • العلامة الأولى  : الحدود الصحِيَّة:

  أولا إذا كنتَ لن تحترم الحواجز التي سَتضَعها في مقابل الآخر لا تُضيع وقتك بالانشغال بها، الحواجز الشخصية تُوضع لكي نحترمها، لما لها من مردود إيجابي على وقتنا، صحتنا النفسية، فإذا كنا أول الاشخاص سماحيةً باختراقها فالاولى أن نعيد حساباتنا مع أنفسنا و عن مدى احترامنا لأنفسنا.

الحواجز الشخصية تُصمم على حسب هويةِ كل شخص كلٌ منَّا يراعي “مقدسا” لديه بها تُعلم الاخر أنه بِتعديه عليها فهو الآن يلامس منطقةً حسَّاسة و محرمةً لديك، لهذا أي شخص يريد أن يرسي معايير شخصية (و هي تكون دائما في مقابل الآخر )عليه أن يفكر فيها جيدآ، المعايير ليست لتوقِف الناس عن المسير نحوكَ، بل العكس تماما هي لتُنظِم الحَركة الإنسانية من حَولك بما يَتناسب و معتقادتك؛ استعداداتك؛ لهذا لا تكنْ شديدا و متطلباً و لا لينا و غير حريص.

أهم علامةٍ من علامات حب الذات هي وضْع الحواجز الشخصية التي تُعلم الآخر أن هذه حدودي، هذه هي المنطقة المسموح بها معي ، هذه الحواجز هي ليست أشواك بل وسيلة ضبط،  لاتقاءِ شوائب البشر [ حتى بالنسبة للأشخاص التي لا تستطيع قول” لا “يكفي أن تحترم معاييرها التي أرستها] فتكون بذلك قادرة على قولها بطريقة عملية لا إحراج فيها.

[من حب الذات استثناء من يحبنا من الكثير من الحواجز لأنهم من الذات]

 

  • العلامة الثانية : الإحترام 

الإحترام أصعبُ من الحب، الإحترام يُكتسب، والحب يُسقبلْ؛ نستطيع أن نحبَ شخصا غير جدير بالحب ولا نستطيعُ أن نحترمَ شخصا غير جدير بالاحترام؛ بل لا نستطيع أن نحترم شخص مهما احْترمَنا وهُو غَير مُحترمٍ لنفسهِ، احترام الذات هي مرتبة أعلى من الحب هي قيمة أساسية تُعامل بها نفسك، احترام الذات معناه أن أكون مع من يحترمها، أكون مع من يرفع من قدرها ، مع من يشجعني، أن أكون في مكان يقدرني، ألا أسمح لأي أحَد أن ينتقص مني، أن أحترم ذاتي معناه أن أكل من الجيِّد، أن ألبس من الجيِّد، أن ا تألق من الجيٍِد….، كيفما كان وضعك المادي والاجتماعي، احترامك لذاتك معناه أنت تعطي أفضل ما تستطيع لنفسك.

  • العلامة الثالثة : العناية بالذات 

لا أدري متى أصبحت العناية و الأناقة في المَلبس محجوزة فقط للمناسبات،  موعد أو دعوة …و نتفاجا إذا كانت الأناقة لشخص الإنسان و لنفسه فقط، الأناقة هي ذهنية بالمناسبة لا تخضع للمُناسبات هي عناية دائمة و كاملة للذات، الجسم، شعر الهندام ، طريقة الأكل، حديث، ألفاظ.. العناية بالذات هي أن تعطيها أفضل ما يمكنك حسب امكانياتك الحالية و أن تجعلها في موضع المتألق مهما كانت الظروف المادية و المعنوية (التكلف في المظهر الذي يسيء لدخلك المادي ليس حبا للذات بل هدم لها)

  • العلامة الرابعة: الاستقلالية 

اعترف أن هذه كانت من نطاق ضعفي حتى وقت قصير، الاستقلالية الكاملة ؛ و اعترف أنني تعرفت على هذا المعنى حديثاً و ذالك راجع للتربية التي تلقيتها، إنما بعد تذوق إحساس الاستقلالية الكاملة بأن لا تنتظر شيئا من أحد مع أنك تحتاج مساعدة (شعور الأنثى هذا مختلف قليلا عن الذكر، حاجتها للمساعدة دائما موجودة) إنما هي لا تتوقع ، بعد تذوق هذا الاحساس أحسست أنه علامة كبيرة و رئيسية لحب الذات أن تقول لنفسك أنا وحدي مسؤؤلة عنكِ ..فقط أنا…المسؤولة عنك تماما.هذا الاحساس مهم واساسي لحب الذات.

 

  • العلامة الخامسة : المال 

صُنع ذهنية المال (شيء اشتغل عليه الآن، إنما أعي جيدآ جدا مفهومه) أن تنتقل من نقطة (أ) إلى نقطة (ب) في تحصيل المال هو ليس فقط علامة من علامات حب الذات؛بل ناموس حياة و هو أن تبدأ من مكانٍ ما لتصل لنقطة أعلى؛ هذا ازدهار و هو مرادفُ المَال فالمال سعةُ، به تكون خياراتك أكثر، حياتك أرتب، ومن صميم حب الذات أن تكون كل يوم النسخة الأفضل لذاتك بتطوير دخلكَ ليتناسب مع ما تراه من قيمتك(المتحسر لا يحب ذاته)

  • العلامة السادسة: الرسالة 

أن تمتلك رسالة روحية رسالة دنيوية للنفع العام والنفع الخاص، هي من صميم معرفة الذات و حبها في أن وأحد، (نحن لا نستطيع أن نحب من لا نعرف) و بمعرفتنا لأنفسنا نفهم أن للذات علينا حقاً بأن نعطي من صميمنا وهي مضادة للعشوائية. و لأن الحب طاقة توسعية تحبُ أيضاً أن تعطي بتركيز [إذا أحب الشَّخص فإنه يريد أن يعطي من خَزانِه المليء ليجعل ممن يحب سعيداً، فإذن الحبُ طاقةُ عطاء؛ إنما علينا أن نعطيها بتركيز لمن نريد لهم البَهاء و من يشاركونا الرسالة؛ هكذا هي الرسالة الشخصية ذات النفع العام.

  • العلامة السابعة: الروحانية

الدين و الروحانية ليست من خوارج الزمان بل هو طريق ضروري و lifestyle لحياة متوازنة،كما أسلفتُ في الجزء الأول فإن الروح جزء من الذات، و الروح دواءها الروحانية و أساسه الدين إن للاهتمام بالدين و الروحانية يجعل من ذاتك أصلب في المِحن الصدمات ،الخذلان، و يجعل الكنترول لله وحده لا شريك،  يورثك الحكمة “و من أوتي الحكمة فقد أوتي علماً كثيرا” بهذا تُصنع الحرية و لا ذاتْ بدون حرية.

  • العلامة الثامنة: أنت أولا

(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) 

خُلقتْ الذات لنفسها أولا،لو فهمنا المعنى الحقيقي لهذه الاية، لكانت من مختصرات الحياة، مهما كان الإنسان اجتماعيا، مهما سعى لخيرِ الاخر تبقى مهمتهُ الأولى/ نفسه/ و متى ما نَساها سقط في المحظور بأن تتجاوزه الناس، لأنه مكلفُ بها وليس بهم هي أولا و قبل أي شيء، لَحْدُناَ لن يكون ثنائي و حِسَابنا لن يكون فيه تَازُر الأصدقاء؛  ظُلمنا لأنفسنا من أبشع الظلمات على الإطلاق، أنت أولا ليست شيء ثانوي بل تكليف سماوي هي أول فرض دنيوي أنت مسؤؤل عنه.

 

  • العلامة التاسعة : لا تكوني امرأة رجل و لا رجل إمرأة

لكل أنثى/ذكر ، لا تستعيروا صفات بعضكم البعض تحت ضغط المجتمع، لا تستاهلوا في مسؤوليتكم بمطالبة الآخر بالنصف تحت طائل “الزمن الجديد” خلق الذكر ذكر و الأنثى أنثى لهدف سامٍ تحويله عن مساره بالتنازل عن المسؤوليات الطبيعية  “كل ميسر لما خلق له” هي تنازلٌ عن بعض من قدركَ. حبك لذاتك هو حب ما أنت عليه و لما خُلقت له، بتطويرك لنفسك و تقبلك لمهامك كما هي.

  • العلامة العاشرة: لا تكن مثالي 

المثالية ضد الإنسانية، المثالية عدوة الإنسانية، المثالية تفرمل التجربة ، المثالية تجعلك بعيدا عن صفاتك الإنسانية و من صميم حبك لنفسك أن تنساها لتستطيع أن تعيش.  مثاليتك كإنسان هي في التجربة ذاتها؛ بسمو أخلاقك، اعتذارك عند الخطأ…أما أعمال الدنيا فهما كانت كاملة ففيها نقصان و إلا لما سعينا للتطور.

  • العلامة الحادية عشر : على محيطك أن يكون أفضل منك

اختر أصدقاءك، حبيبك، حبيتك.. أشخاصاً أفضل منكَ هذه عُملتِي و هي شيء أساسي بالنسبة لي، كل أصدقائي أفضل مني بمراحل و أنا جد فرحة بمعرفتهم، هذا لا يعني أنني أقل بل يعني أن استحق اصدقاء في مِثل قامتهم  الإنسانية و الأخلاقية و الحياتية، هم ليسوا مثاليين إنما أستطيع الإعتماد عليهم.

هكذا كُن؛ ممن ينتقي اصدقاءه كعطره،  و هذا  حبٌ للنفس، اجعل لنفسك أرواح رفيقة، رقيقة، لطيفة، ناجحة، قوية تكونون أولياء بعضٍ و لو روحيا.

 

يتبع…

 

شارك مع الآخرين

أضف تعليقاً