shape
shape
shape

تبدأ المشي في المسار الصحيح عندما تختار فلسفة جيدة في الحياة

 

 

1-الشعور بالتيه

 

 

يعيش البعض حياته متنقلًا بين القرارات العشوائية والتجارب المتناقضة، كلما واجه منعطفًا في حياته، يختار طريقًا دون تفكير عميق، وغالبًا ما يجد نفسه عالقًا في متاهات من الشك والتردد. يمشي في الحياة كما لو كان يسير على الرمال المتحركة، حيث تغرق قدماه في كل خطوة يخطوها.

بينما كان يتأمل مشوار حياته ويتساءل عن سبب فشله المتكرر في الوصول إلى ما يطمح إليه، يلتقي بشخص أو يشهد موقفًا، أو قد تأتيه ومضة وعي تفتح أمامه نافذة جديدة. تُعرّفه هذه اللحظة أن مشكلته تكمن في أنه يسير في طرق مختلفة دون هدف واضح، ولا يعرف إلى أين يتجه.

وبعد تأمل عميق في التحديات التي يواجهها، والقرارات التي ندم عليها. كان صوته يعلو ويتقطع كلما تحدث عن مشاعره المتضاربة، حتى قال في النهاية:

 

“لا أعرف كيف أسير في هذه الحياة. كلما اخترت طريقًا، وجدت نفسي أعود إلى نقطة الصفر!”

 

2-المواجهة

 

ابتسمت نفسه وقالت: “أتعرف، يا بني، أن الحياة تشبه هذا النهر؟ الماء ينساب في اتجاه واحد لأنه يعرف طريقه… لا يضيع بين الجبال ولا يتردد عند الصخور… لديه فلسفة واحدة وهي الجريان نحو هدفه النهائي! أما نحن البشر، فنمشي كما يحلو لنا، بلا هدف واضح.”

قال متسائلًا: “كيف يمكنني أن أجد طريقي مثل هذا النهر؟”

 

 

أجابته نفسه: “الفلسفة، يا بني، هي ما ينقصك! ليست تلك الفلسفات التي تقرأها في الكتب وتتناقش فيها. بل الفلسفة التي تصنعها لنفسك. عندما تختار فلسفة جيدة في الحياة، تبدأ بالسير على الأرض بثبات، تعرف ماذا تريد، وكيف تصل إليه، وتختار قراراتك بناءً على مبادئك، وليس على ما يمليه عليك الناس أو الظروف.”

 

 

ظل آدم صامتًا، يفكر في كلمات نفسه، لم يكن قد فكر يومًا أن الفلسفة قد تكون المفتاح لحياته، طريقه للنجاة وبهجة يومه، تلك الفكرة بدأت تتغلغل في ذهنه. عاد إلى بيته وقرر أن يعيد التفكير في كل شيء! جلس ليلًا، يكتب عن ما يؤمن به، عن القيم التي يراها جوهرية، عن الأهداف التي يريد تحقيقها، عما يسعده وعما يؤلمه،

عن الحياة.

وعن الموت.

عن الخير والشر.

و تساءل: هل يحب الطبيعة أم يفضل حياة المدينة؟

3-توليد الأهداف

 

أسئلة وجودية لم يسألها من قبل، بما أنه كان يعيش وفقًا لما تلقنه من محيطه دون محاولة الغوص في أعماقه، الآن بدأ يفهم أن حياته تحتاج لأن يعيشها لنفسه، لهدفه، ولرسالته الوجودية.

الإنسان يسعى منذ القدم إلى فهم الحياة وإيجاد طريقة يسير بها على دربها المعقد، يبدو أحيانًا وكأننا نتحرك عشوائيًا بين القرارات والتجارب، لكن مع التأمل العميق نجد أن الفلسفة الشخصية التي يتبناها الفرد تشكل خارطة طريقه.

هناك مقولة لمؤلف غير معروف تقول:

“الفلسفة هي فن العيش، وهي ليست مجرد تأملات، بل طريقة لإيجاد الحقيقة في حياتنا اليومية.”

 

 

الفلسفة الشخصية هي مجموعة من المبادئ والأفكار التي يتبناها الفرد لتوجيه حياته وفهم العالم من حوله، هي الإطار الذي يحدد قيمه وأولوياته، ويؤثر على كيفية اتخاذه للقرارات والتعامل مع الآخرين ومع نفسه. الفلسفة الشخصية تنعكس في كيفية استجابة الفرد للتحديات وكيفية سعيه لتحقيق الأهداف، فهي ليست مجرد أفكار نظرية، بل طريقته الفعلية في العيش.

الفلسفة الشخصية قد تكون بمثابة بوصلة خفية توجه خطوات الإنسان وتحدد مساره. ليست مجرد أفكار عابرة أو معتقدات تقليدية، بل هي أسلوب حياة ينظم الفرد من خلالها رؤيته للعالم، ويؤسس بها علاقته مع الآخرين ومع ذاته.

 

4-عيش المسار

 

 و المهم في الفسفة الحياتية أن تكون جيدة، تجعل الإنسان أكثر وعيًا بأفعاله، فبدلاً من الإنجراف مع التيارات المختلفة، يصبح قادرًا على مواجهة التحديات بثقة وهدوء، تدفعه تلك الفلسفة إلى التفكير قبل الفعل، وتجعله يوازن بين قلبه وعقله، وبين الحاضر والمستقبل. وبهذا، يتحول مشيه في الحياة إلى خطوة مدروسة وليست حركة فوضوية. يصبح قادرًا على اختيار الاتجاهات الصحيحة وتجنب الطرق المسدودة التي قد تُعَطِّل مسيرته.

 

الفلسفة الجيدة ليست مجرد فكرة يتبناها الإنسان ليشعر بالطمأنينة. بل هي منهج حياة يوجهه نحو السير بخطوات ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقًا. وعندما يختار الإنسان فلسفة تتناغم مع أهدافه وطموحاته.فإنه يجد طريقه بوضوح ويبدأ في المشي بطريقة تتسم بالثبات والوعي.

 

5-السريان

 

الحياة ليست سهلة، ولا توجد خريطة واضحة للجميع، ولكن، عند اعتماد فلسفة حكيمة، يُمكن للإنسان أن يجد في كل خطوة قيمة ومعنى و يتلافى بذلك أزمة الوجود الشخصي! كل تجربة تصبح درسًا، وكل تحدٍّ فرصة للنمو. بهذه الطريقة، يبدأ الإنسان في المشي بشكل صحيح، ليس فقط على مستوى الجسد، بل على مستوى الروح والعقل أيضًا.

 

في نهاية المطاف. نحن هنا لنتعلم ونتطور، كل فكرة جديدة أو رؤية مختلفة تفتح لنا أبوابًا نحو آفاق أوسع، ما رأيكم أن نواصل هذا الحوار؟ شاركوني أفكاركم وتجاربكم في التعليقات. ولا تنسوا مشاركة هذه التدوينة مع أصدقائكم لتعم الفائدة. لنتعاون معًا في بناء مجتمع يتشارك في المعرفة والتجربة. هل أنتم مستعدون للخطوة التالية؟

 

شارك مع الآخرين

أضف تعليقاً